نبذة عن تاريخ مدينة ندرومة

ندرومة من المدن العريقة التي تزخر بتاريخ حافل بالامجاد و بمعالم اثربة قديمة مازالت بارزة في مختلف

احيائها الملتوية و دروبها الضيقة مما يبين ان هده المدينة احتلت مكانة مرموقة عبر مختلف العصور و الحقب

التاريخية حتي اصبحت مركزا للاشعاع الفكري و الفني تستنير بضوئها عدة جهات من المغرب العربي الكبير .

انتشرت الصناعة التقليدية في مدينة ندرومة انتشارا لا مثيل له مند القدم فقلما تمر بحي من احيائهاو لا تجد درازا

او براشميا وقد احتفضت هده الصناعات بطابعها العربي الاسلامي البربري رغم المشاكل و العراقيل التي تعاني.
منقول

منها الحرف التقليدية مما جعلها في انقراض مستمر فنشير الى ان هده الصناعات تعتمد على وسائل بدائية

تقليدية من صنع اصحابها و تحضيرهم و لا تتطلب تكلفة كبيرة و لا رؤوس اموال ضخمة و من اهم الحرف

التي داع صيتها و بلغت شهرتها خارج الحدود هي حرفة النسيج التي احتلت مكانة مرموقة على مستوى الغرب

الجزائري لخصائصها و مميزاتها المتمثلة في الهندسة الرائعة و العمل المتقن و الدوق الراقي و قد وصف

المؤرخ الافريقي "ليون"ندرومة في اواخر القرن 19 بانها مدينة النساجين و قد صدرت في القرن 17 حوالي

1000 قطعة من الاغطية القطنية للمؤسسة الاوروبية المعروفة عالميا انداك"اوجاك" كما نبع نساجو المدينة

البورابح .لاموضة .البطانية.الحشائشي.الحايك.المنسوج.لحنابل. ومهنة النسيج المعروفة عند الندروميين

بالدراز مهنة شريفة و محببة حيث انتشرت بين الاهالي حتى اصبحت تمارس من طرف المعلم و الاستاد و

الطالب والفقير و الغني و الفلاح والتاجر و قد قال عنها المؤرخ "مارسيل ايميريت" في احدى كتاباته " الجزائر

عهد الامير عبد القادر بتلمسان وندرومة كانت تصنع و تنسج ملابس متخدة من الصوف و الكتان و الجوح

للجيش و غيره (يقصد جيش الامير عبد القادر)كما اشتهرت ايضا بنسيج الحصور و السجاجد

المختلفة الاشكال و صناعةالجلود و الطرز. و تنتج المدينة قماش الجلابة التي يخيطها بعد تفصيلها البراشمي و

قد وصل عددهم سنة 1970 الى 50 براشميا وفي سنة 1985 الى 30 براشميا وفي 1991 الى 20براشميا

حين لم يتجاوز في سنة 1995 عددهم 8 وقد تناقص العدد بسبب غلاء الصوف و الوبر وكدا دخول الات

الخياطة الحديثة هدا الميدان وقد اشتهرت المدينةبالجلابة الوبرية و الصوفية و الغنباش والبرنوص و الجلابات

النسائية المختلفة...الخ

كما تشتهر هده المنطقة بصناعة الطين حيث تحتل المرتبة الثانية بعد النسيج و عرفت ندرومة قديما

ببلدة "القدور" وانتشرت هده الحرفة بين الاهالي لا سيما بحي "بني زيد" الدي ما زال اثار دلك بارزا الى حد

الان كدرب "الفخارين"ومسجد"القدارين"...الخ

و من الشخصيات المعاصرة العديدة التي خرجت من رحم مدينة ندرومة نذكر على الخصوص الدكتور الياس آدم الزرهوني-52سنة-المدير الحالي لمعهد الصحة القومي للولايات المتحدة الأمريكية و الموجود بولاية مريلاند و هذا العالم الكبير الذي ولد بندرومة و درس بالجزائر قبل أن يهاجر الى أمريكا يعد حاليا من أبرز الكفاءات العلمية في ميدان تخصصاته و هو يرأس مؤسسة ميزانيتها27مليار دولار و هي تفوق مرتين ميزانية الدولة الجزائرية في كل المجالات هناك كفاءات و شخصيات أخرى كثيرة نبعت من مدينة ندرومة في ميادين الفن و الثقافة و المعرفة و الطب و الهندسة و التربية و التعليم و السياسة و الشعر و الموسيقى و الحرف و الصناعات المختلفة و من جهة أخرى فان ندرومة و المناطق المجاورة لها عرفت خلال الثورة التحريرية نضالات و تضحيات كبيرة نذكر على وجه الخصوص معركة “فلاوسن” الشهيرة