العاب الزهرات

من طرف المرشدة رونق 16.09.10 19:38

إن حركة الزهرات هي لعبة كبرى يُقصد بها المساعدة في توجيه النشئ وتربيته تربية قوية صالحة، وهذا ما يجعل حركة الزهرات مشوقة جذابة عند الأطفال.
تعتبر الألعاب في التربية الحديثة بمثابة دروس توجيهية لإعداد الأطفال للحياة التي سيعيشونها في المستقبل .
إن الزهرة أثناء قيامها بالألعاب في الباقة تمر بمختلف مراحل الأعداد:
إنها تبدأ بعهد الطفولة الذي يبدأ منذ ولادتها حتى سن السابعة، وتسمى هذه المرحلة بمرحلة الطفولة الأولى، وعندما تبلغ الزهرة الثانية عشرة تكون قد أتمت مرحلة الطفولة الثانية، ويكون نموها في هذه الفترة استعداداً للمرحلة المقبلة.
عندما تدخل الطفلة إلى باقة الزهرات تكون قد ابتدأت بمرحلة الطفولة الثانية فتميل إلى الألعاب الهجومية، وألعاب المطاردة، وألعاب((العسكر و الحرامية))ولعبة ((اللصوص والقرصان))والألعاب الخيالية.
إن الزهرة في هذه المرحلة تكون في حركة دائمة لا تعرف للاستكانة طريقا، وعلينا نحن القائدات أن نستغل هذه الحركة المستديمة عندهن لنبث فيهن التعاليم الكشفية عن طريق هذه الحركة الميكانيكية وأن نجعل لكل لعبة نطلب منهن القيام بها هدفاً وغاية، فإننا عن طريق الألعاب نؤمن للزهرة المرح والحبور ونجعلها تستفيد وتتعلم دون أن تشعر، وهذا لايعني أن على الزهرة أن تلعب فقط، بل عليها أيضاً أن تعمل وتجد، ولكن اللعب لايخرج عن كونه عنصراً أساسياً مهما في حياة الزهرات.
إن النتائج الطيبة التي تنتج عن الألعاب في الباقة قد تفوق نتائج بقية الأساليب التربوية .

تقسم ألعاب الزهرات إلى عدة أنواع ويرمي كل نوع منها إلى هدف وغاية:
1- الألعاب المجموعات:
في هذه الألعاب تتعلم الزهرة أن تلعب لا لنفسها بل لمجموعتها التي قد تكون الباقة أو السداسي؛ إنها الآن عضوة في المجموعة وعليها أن تبذل كل جهدها في سبيل نجاح مجموعتها.
وهكذا نبث في الزهرة روح التآخي والتساعد والتعاضد مع أخوتها الزهرات في سبيل الوصول إلى الغاية المشتركة، فتتمحي بذلك روح الأنانية من نفسها، وتلعب في سبيل نجاح المجموعة دون التفكير بغايتها الشخصية.
2- ألعاب الضجيج:
إن هذه الألعاب تكون غالباً ألعاب عملية تتطلب كثيراً من الحركة والصراخ:اجعلي الزهرة تضج وتضحك بصوت عال في الخلاء قدر استطاعتها شرط أن تعود إلى هدوئها عند الضرورة.
إن الصراخ مهم للزهرات إذ أنه يجعلهن يعشن فترة الطفولة بسرور ومرح دون مسؤولية.
كلما ضحكت الزهرة في طفولتها كلما كان ذلك أفضل، فاجعلي الزهرة إذن تضحك قدر المستطاع ضمن الحدود والنظام.
3- الألعاب الصامتة:
هذا نوع آخر من الألعاب يعتمد على الهدوء وضبط النفس، فإن ضبط النفس والجسد بالنسبة للزهرة عمل صعب وخاصة متى طُلب منها أن تحافظ على الهدوء والسكينة مدة طويلة من الوقت، ولكنه من الضروري أن نجعل الزهرة تجرب ذلك لأنها حين تستطيع أن تضبط توازن جسدها فإنها تضبط في الوقت نفسه توازن عقلها وتفكيرها، وهكذا تصل إلى حدٍ تستطيع معه أن تضبط تفكيرها وعقلها وجسدها، وفي هذا نجاح لمهمتها.
4- ألعاب تقوية الحواس:
إن هذه الألعاب تكون عادة هادئة إذ أنها تتطلب من الزهرات أن يسمعن جيداً وأن يحافظن على هدوئهن.
إن الله قد خلف لكل إنسان خمسة حواس: حاسة البصر السمع والذوق والشم واللمس، فلماذا لا نعمل على تقويتها إلى الدرجة القصوى للاستفادة منها قدر الإمكان.
5- ألعاب المباريات:
فائدة هذه الألعاب أنها تُغذي في الزهرات روح التسابق والتقدم والتفاضل، وتكون عادة عبارة عن ألعاب يتبارى فيها قسمين من الزهرات.
إن الزهرات يحببن كثيرا هذه الألعاب، ولكن هناك بعض الخطورة، إذ أن هذه المباريات تتطلب أحياناً أن تترك بعض الزهرات اللعبة لخسرانهن أمام رفيقاتهن، وعلى اليمامة أن تستعيض عنهن بغيرهن، فتراهن يتركن اللعبة وهن مستاءات، لذلك قد يجربن القيام ببعض الضجيج والإزعاج للاعبات الأخريات، هنا على اليمامة أن تحتاط للأمر وتفهمهن عند شرح اللعبة أن على كل منهن أن تلعب دورها، ومتى خسرت أمام رفيقتها عليها أن تترك اللعبة من تلقاء نفسها، وأن تشجع المتباريات المتفوقات حتى آخر اللعبة.
تستطيع الغزالة-أو النعامة- أن تساعد اليمامة وتساهم مع الزهرات الخاسرات وتوجههن لتشجيع اللاعبات.
على اليمامة أيضاً أن تفسح المجال لجميع الزهرات للاشتراك في اللعب، فالزهرة التي تخسر يجب أن تترك مكانها لزهرة أخرى، وإذا صادف أن إحدى الزهرات كانت دوماً متفوقة في اللعبة، على اليمامة أن تطلب منها في المرة القادمة أن تساعد الحكم في اللعبة مثلا، وذلك لكي تفسح اليمامة المجال لغيرها للاشتراك في اللعب.
إن هذا النوع من الألعاب مفيد ولكن من المفضل أن لا يعاد كثيراً لأنه من سوء الحظ أن تكون بعض الزهرات هن أول من يخرج دوماً من اللعب.
6- ألعاب تطبيقية على النجوم:
إن هذه الألعاب ذات أهمية بالنسبة للزهرات لأنها ألعاب تطبيقية لما تعلمنه نظرياً من مطاليب النجوم كالمخابرة والإسعافات والعقد..إلخ فإنهن بذلك يتدربن على القيام بها عمليا فترسخ في ذاكرتهن ويكن على استعداد دوماً للقيام بها وبهذا تتولد الثقة بأنفسهن.
إن هذه الألعاب هي فحص دائم لإمكانية الزهرات على الحفظ وجمع المعلومات، وأن عليهن أن يبذلن جهدهن دائماً للحفظ والتذكر وفي هذا فائدة كبرى.
7-الألعاب الكبرى:
إن هذه الألعاب تتطلب مساحة كبيرة من الأرض ومدة أكثر من الوقت، منها ألعاب ليلية تلعب ليلاً، ومنها ألعاب تلعب نهاراً، والغاية من هذه الألعاب بث روح المغامرة، وتقوية الحواس وقوة الملاحظة والحذر.والسرعة والثقة بالنفس وبث روح الأخوة والمحبة وتحمل المسؤوليات. يجب مراعاة الزهرات الصغيرات في الألعاب في الألعاب الليلية إذ قد يخفن من الظلام. كما يجب أن نجعل كل زهرة تراعي أنظمة اللعبة بحذافيرها.

فيما يلي بعض الملاحظات والتوجيهات التي يتوجب على اليمامة أن تأخذها بعين الاعتبار عند القيام بأي نوع من أنواع الألعاب:
- يجب أن تحضُري جميع لوازم اللعبة قبل مباشرة الاجتماع وأن تتأكدي من فهمك وحفظك للعبة وأنظمتها وطريقة القيام بها قبل أن تباشري شرحها للزهرات.
- عليك أن تنتقي الألعاب المناسبة للمكان والزمان الذي ستنفد فيه، وإذا اضطرتك الظروف الطارئة إلى تغيير اللعبة أو بعض شروطها فلا بأس من ذلك ليسهل على الزهرات القيام بها بكل سرعة ونجاح.
احرصي على أن تكون ألعابك دوماً جديدة وطريفة تختلف عن الألعاب التي تقوم بها الزهرات في المدرسة أو البيت؛ اجعلي بعض الأهزوجات والصيحات تتخلل الألعاب وخاصة الألعاب الهجومية لأن هذا يعطي اللعبة جو الغابة والمغامرة.
- على اليمامة أن لا تتردد عند شرح اللعبة، أو تجري أي تغيير أو تعديل بها أمام الزهرات إذ أنهن سيلاحظن كل تردد أو تبديل تجريه اليمامة أمامهن، وهذا مما يفسح المجال لبعضهن للقيام بمخالفات لشروط اللعبة، لذلك يجب أن تكوني حذرة وتلاحظي الزهرات جيداً أثناء اللعب، فإذا لاحضتِ إن إحدى الزهرات تشذ عن نظام اللعبة أو تحاول ذلك فما عليك إلا تنبيهيها فوراً وإياكِ أن تسمحي لها بمناقشتك أمام الزهرات، كما يجب أن لا تتساهلي أبداً في مثل هذه الأمور، لأنك إذا ماتساهلت قليلاً فكأنك تشجعين الزهرات، بطريقة غير مباشرة، على الغش في اللعب.
- اشرحي اللعبة جيداً وبكل هدوء، واحرصي على أن يكون الشرح سهلاً مبسطاً مختصراً؛ حددي الأماكن الخاصة بالألعاب بالطباشير أو الجبال، وراقبي الزهرات جيداً في ألعاب السباق أو البدل إذا ما لمسن الهدف بكل أمانة وقد يكون هذا حائط أو شجرة.. وفي حال شذوذهن عن أنظمة اللعبة اعتبري فريقهن خاسراً والفريق الثاني فائزاً، هذا مع العلم بأن الحماس هو الذي يجعل الزهرات أحياناً تشذ عن الأنظمة في سبيل الفوز، وهذا لايعتبر غشاً بكل معنى الكلمة، ولكن علينا توجيههن نحو اتباع الطريق الصحيحة من حين إلى آخر.

[b]