التقييم

من طرف **حواء الكشفية** 21.09.24 21:01

التقييم

التقييم معناه تحديد مدى ما أنجز من أغراض ( فترة أو دورة تدريبية ) ففى حالة البرنامج التدريبى مثلاً يمكن أن نقدر ما تعلمه الدارس من هذا البرنامج أو مدى التطور الذى طرأ على المجموعة خلال ممارستهم لهذا البرنامج .
ويمكن أن يتم التقييم فى خلال الفترة التدريبية أو كل يوم لتتبع مدى التطور فى المجموعة أو فى نهاية الفترة التدريبية لتقدير النتائج الكلية والنهائية ، ويجب على كل دارس أن يكون قادراً على وضع تقييمه الماضى للفترة أو الدورة كما يجب على المجموعة أن تكون قادرة على عمل نفس الشئ، وبنفس الطريقة أيضاً يجب على قادة الدورة أن يكونوا قادرين كل على انفراد أو متجمعين على وضع تقييم الدورة .
يمكن أن يشمل التقييم تقييماً للفرد أو للمجموعة وللطريقة التى اتبعت فى العمل والنشاط التدريبى وللخطة .
ثم أن التقييم قد يكون وقتياً إذا أريد به تقدير فترة معينة من الفترات وقد يكون مستمراً إذا أريد به تقدير جميع مراحل عملية من العمليات وقد يكون نهائياً إذا تم فى نهاية العملية أوبعد انتهاء دورة تدريبية .
يمكن أن يقوم بالتقييم شخص واحد وقد تقوم به المجموعة كلها ويمكن أن نلخص عملية التقييم فى أسئلة ثلاثة :
 ماذا نريد أن نقيمه ؟
 متى نقيم ؟
 كيف نقيم ؟
ماذا نريد أن نقيمه ؟
إن نوعية النشاط التدريبى ومدى النجاح أو الفشل فيه تكون كلها متجهة لمجموعة من العوامل الكثيرة وعلى ذلك يجب دراسة هذه العوامل بشئ من التفصيل إذا أردنا ألا نعتمد على العواطف والمشاعر فى التقييم .
اختيار الأفراد :
هل تتفق هذه الأغراض مع الاحتياجات التى عبر عنها الدارسون ، وإذا ما تحققت هذه الأغراض فهل تستطيع هذه الأغراض أن تكفل للدارسين القيام بأعمالهم بطريقة أفضل ؟
الدارسون :
- هل قدر الدارسين حقيقة أن يقوموا بأداء الأعمال التى من أجلها صممت الدورة التدريبية ؟
- هل كانت لديهم الخبرة والمعرفة التى تمكنهم من أن يستفيدوا استفادة كاملة من التدريب ؟
الإعداد :
- هل أعد قائد الدورة للأنشطة التدريبية إعداداً مناسباً وكافياً ؟
- محتوى التدريب :
- هل روعى الاتزان الصحيح بين الموضوع والفترة التدريبية المخصصة له ؟
- هل كان التأكيد على النقاط فى موضعه ؟
- هل رتبت الموضوعات حسب أولويتها ترتيباً صحيحاً ؟
طرق التدريب المستخدمة :
- هل كانت طرق التدريب المستخدمة هى أكثر الطرق مناسبة للأغراض الموضوعة؟
- هل استخدمت الطرق المختارة استخداماً أمثل ؟
ظروف المكان :
- هل مكان التدريب كان معداً تماماً للوفاء بالأغراض والطرق والمنهج ككل ؟
- هل كانت اللوازم الضرورية متوفرة ؟
- هل كانت الخدمات الإدارية كافية ؟
- هل كانت خدمات الإعاشة ووسائل الترفيه مناسبة ؟
تطوير عمل المجموعات :
- هل كان فى العملية التدريبية ما يساعد على تطوير المجموعات أو كان فيها ما يعوق هذا التطور ؟
- هل كان هناك عنصر حى " ديناميكى " ليساعد على نمو قدرات الدارس وخبراته أوكان هناك عنصر شد وتصارع ؟
متى نقيم ؟
= فى نهاية كل مرحلة
يجب توفير الوقت بعد كل مرحلة لتقييم تلك المرحلة وليكن فى نهاية سلسلة من الأنشطة المترابطة ؟
فى أغلب الحالات يجب أن يشترك فى عملية التقييم كل من كان له دور فى عملية النشاط التدريبى من الدارسين وقادة الدورة سواء بسواء .
من ناحية أخرى يجب تحاشى فترات التقييم المنتظمة بعد نهاية كل فترة تدريبية إذ أن الإكثار من الفترات التدريبية يضايق الدارسين .
فى ضوء ذلك سوف يكتفى قادة الدورة بتقديم تلك الفترات التدريبية التى فرضت فيها مشاكل معينة أو تلك التى تكون فيها الخبرات ضعيفة ويرى فيها الدارسون أنها فترات تجريبية بالنسبة لهم .
= فى نهاية كل يوم ( فى حالة الدورة التدريبية )
يهتم هذا التقييم بنمو وتطوير المجموعة أو المجموعات ومدى التقدم فى العملية التدريبية والهيكل العام للدورة . ويقوم قادة الدورة بهذا التقييم بصفة منتظمة ، ويجب أن يشترك فيه الدارسون اشتراكاً فعلياً ، ويكون الاشتراك إما باختيار ممثلين عن المجموعات أو بوجود جميع أعضاء المجموعات مع ملاحظة أن يكون اجتماع التقييم فى مساء كل يوم .
= فى نهاية الدورة التدريبية
قبل الختام وليكن بعد آخر فترة تدريبية يجب أن يكون هناك الوقت الكافى لتقييم النشاط التدريبى ككل بالنسبة للمحتوى والطريقة التى تم بها وكذلك لتقييم مدى تطور المجموعة أو المجموعات .
ويجب أن يشترك فى التقييم كل من كان له دور فى النشاط كما يجب أن تتم فى اجتماع موسع ، ويمكن أن تتم من خلال عمل جماعى أو باستفتاء ، ومهما كانت الطريقة التى تتم فلابد أن ينتهى ذلك بإجتماع عام يضم الدارسين وقادة الدورة .
= بعد فترة من فترات النشاط التدريبى
بعد فترة قصيرة لالتقاط الأنفاس على قادة النشاط التدريبى أن يقوموا بذلك بكل عناية إذ أنه من المهم أيضاً أن نقترح على أولئك الذين يتخذون القرارات والتغييرات الضرورية فى الأغراض والطريقة التى تحقق نتائج أفضل .
كيف نقيم ؟
يأمل قائد الدورة خلال فترة التقييم أن يستخلص قراراً موضوعياً عن النشاط – قراراً مبنياً على مقياس وكلما كان ذلك المقياس دقيقاً وممكناً كان المقياس أكثر موضوعية
، ولكن هناك خطراً يكمن وراء الاكتفاء بمناقشة يبدى فيها كل فرد ، وبدون نظام خاص ، انطباعاته عن هذا النشاط ولنتجنب هذا الخطر فإننا ننصح بأن ننظر إلى فترة التقييم على أنها فترة عمل وأنها جزء لا يتجزأ من النشاط وأن أى فترة راحة لابد أن تكون بعد فترة التقييم ثم إن التقييم لابد وأن يسير على مراحل أربع متتالية :
1- جمع الحقائق 3- مقارنتها بالأغراض
2-تفهم مغزاها 4- إجراء التغييرات الضرورية
جمع الحقائق :
على كل أولئك الذين يشتركون فى عملية التقييم أن يذكروا أى شئ لاحظوه أثناء النشاط ويجب أن تدون كل الحقائق على سبورة أو لوحة بحيث يستطيع كل الحاضرين رؤيتها ويا حبذا لو بوبت هذه الحقائق إذ أنه من المفيد وضع الحقائق تحت رؤوس مواضيع أثناء تسجيلها ، وإليك مثال للتبويب :
- ظروف المكان - المدخل للموضوع - الطريقة - المحتوى
- الدارسون - أنشطة قادة الدورة - الإعداد
وفى هذه المرحلة لا تناقش الحقائق ويسمح فقط بطرح الأسئلة للاستيضاح .
تفهم المغزى :
تبدأ المرحلة الثانية بعد ما يكون الجميع قد تكلم – ينظر الجميع إلى مغزى الحقائق التى سجلت ثم تبدأ المناقشة وفيها يحاول كل شخص أن يتفهم ولا يحاول أن يفرض على الآخرين وجهة نظره .
مثـال :
- لماذا دونت هذه الحقيقة ؟
- لماذا حدثت هذه الحادثة ؟
- ما المغزى من ورائها ؟
المقارنة مع الأغراض :
بعد ذلك يتم عرض الأغراض التى وضعت للنشاط ثم تقارن الحقائق المعروضة والاستنتاجات بهذه الأغراض لمعرفة مدى ارتباط بعضها ببعض وإلى أى حد تحققت هذه الأغراض - عندئذ يتاح الوقت لمزيد من المناقشة وفى هذا الوقت تستخلص المجموعة تقويماً يرتضيه الجميع .
غير ما تراه ضرورياً :
إذا اتفق الجميع على أن الأغراض لم تحقق أو أنها قد تحققت جزئياً فإنه يجب تعديلها ويمكن تعديل الأغراض إذا اتضح أنها لم تكن واقعية أو لم يوفق فى إختيارها أو مدى ملاءمتها -
كما يمكن أن تصحح الطريقة ، وفى هذه الحالة يفضل العودة إلى القائمة التى وضعت فى المرحلة الأولى وأن ينظر إليها فى إتجاه عكسى بمعنى الاهتمام أولاً بالتحسينات الضرورية فى طريقة الإعداد ثم فى أنشطة قادة التدريب … وهكذا من المفضل أن ننظر إلى تلك الأشياء التى تقع مباشرة تحت مسئولية قادة الدورة وليس تحت مسئولية الدارسين .
ثلاث صعوبات يجب التغلب عليها :
1- إن تبادل الآراء ووجهات النظر محدد بالانطباعات والمشاعر لذلك يجب الابتعاد عن الجوانب العاطفية حتى يمكن دراسة الأسباب الحقيقية .
2- النقد السلبى والذى يركز على إظهار الجوانب السيئة وهذا يمنع الإنسان من أن ينظر إلى الجوانب الطيبة والإيجابية والتحسينات التى يمكن إدخالها .
3- التخلى عن المسئولية عند ما يصعب الموقف فمن الضرورى أن نمنع الناس من إلقاء المسئولية على الغير ويقبلون المسئولية ويتحملونها .