الواجب نحو الله

اذا طغى العقل على ربه فالعقل معناه هو الجهل
يعترض العقل على خالق من بعض مصنوعاته العقل

ان الله جعلك انسانا مسؤولا وذا ارادة مستقلة وعقل حر وبصيرة فاحصة؛فالايمان بالله وتوحيده وطاعته وتصديق رسله وعبادته سبيلنا الى التحرر من العبوديات والقيود الى السمو والتطور والى ان تكون كافضل ما اراد الله للانسان ان يكون؛وبما ان العقل هو الطريق الطبيعي لمعرفة الله والايمان به .ومادام الانسان يمتلك عقلا يؤهله للبحث والتفكير في خلق السموات والارض فالايمان بالله هو الاصل وهو الاساس لكل ماعداه قال الله تعالى (افي الله شك فاطر السموات والارض).
اما اولئك الذين يجادلون في الله بغير علم ولاهدى فانهم ضائعون يبحثون عمن يدلهم الى سبيل الحق والرشاد متطلعين الى النور الذي يكشف لهم الستار ؛فالانسان ومنذ عصوره الاولى عبد الحيوانات والكواكب وبعض الجمادات معتقدا انها( ربه )؛عبد الشمس والقمر والنجوم وهذا ان دل على شىء فانما يدل على بساطة هذا الانسان في تفكيره كما يدل على ايحاء فطرته السليمه له بضرورة وجود اله موجد لهذا الكون من العدم...
ان الفطرة من اهم مصادر معرفة الانسان بربه وايمانه به وقد دفعته هذه الفطرة –او وعيه الداخلي- المعبر عنه ب(اللاشعور)الى الاعتقاد بضرورة وجود خالق لهذا الكون .حيث تؤمن هذه الفطرة بان كل اثر يدل على مؤثر وكل موجود يدل على موجد (وان البعرة تدل على البعير واثر الاقدام يدل على المسير) افسماء ذات ابراج وارض ذات فجاج لايدلان على اللطيف الخبير....يقول باسكال:-صنفان من الناس يجوز ان نسميهم العقلاء وهم الذين يخدمون الله لانهم يعرفونه؛والذين يجدون في البحث عنه لانهم لايعرفونه...علينا ان نلجأ في اثبات وجود الله الى البراهين البديهيه السهله البسيطه الواضحة التي يدركها العقل بدون ان يحتاج الى الغوص في لجج الاستدلال والجدل ومن غير ان يعتريه ارتباك او كلال او عجز او وهم وهي البراهين التي ذكرها القران لانه يستوي في ادراكها الساذج والعالم والفيلسوف اما الساذج فيدركها اجمالا لبساطتها ووضوحها وبداهتها واما العالم فيدركها تفصيلا ويعلم ان هذه البداهة في ادلة القران تعتمد على شواهد كثيرة تؤلف بمجموعها حكما عقليا يكون انكاره بمثابة الانكار لقضية رياضيه صحيحه.. يقول الامام علي(ع) :ألهي ما عبدتك خوفا من نارك ولاطمعا في جنتك ولكنني وجدتك اهلا للعبادة فعبدتك.ولو كشف لي النقاب ما ازددت يقينا.....
ان الله سبحانه وتعالى قد خلق الانسان وميزه عن سائر مخلوقاته بالعقل ومنحه الحريه لينعم بها اينما حل في اكناف ارضه الواسعه ؛والايمان يعني في اللغه الطمأنينه والسكينه وانتفاء الشكوك وهو اصطلاحا تحقق اليقين في وجود الله عز وجل وانه خالق الانسان وانه واحد لاشريك له وان المعاد ويوم البعث حق ......
والكشفيه تتعامل مع الفتى المؤمن بالله وتنأى بنفسها بعيدا عن الافكار الالحاديه ولا مكان للملاحدة بين صفوفها لذا نرى ان الدول التي تنهج سبيل الالحاد لاوجود للحركة الكشفيه فيها ولاتسمح الحركة باشراكها ضمن برامجها الكشفيه وتتعامل بمبدأ من لادين له لااخلاق له .والكشفيه تريد مواطنا يعبد الله ويبني الحياة .لذا كان الايمان بالله من اهم ما يعد به الكشاف في وعده....
ان الله سبحانه وتعالى عندما خلق الانسان منحه الحريه في اختيار ما يريده ووضع له القوانين التي تكفله في الحياة الدنيا والاخرة ؛ولم يخلق منه انسانا عاطلا مشلول التفكير ولايريده ان يكون كذلك..وهكذا يخاطبه الله تعالى بقوله (امن يبدأ الخلق ثم يعيده ومن يرزقكم من السماء والارض أ اله مع الله قل هاتوا برهانكم ان كنتم صادقين )
ولعل السبب الاول في نشأة الحركة الكشفية هو ان كثيرا من الشباب بعد عن الدين فقامت الحركة على فلسفة طاعة الله والعودة الى القيم والمثل .. قال الله تعالى:- ذلكم الله ربكم لااله الا هو خالق كل شيىء فاعبدوه وهو على كل شيىء وكيل لاتدركه الابصار وهو يدرك الابصار وهو اللطيف الخبير)0...وانظر ايها الكشاف كيف يخاطب الامام علي (ع) ربه ( ألهي كفى بي عزا ان اكون لك عبدا، وكفى بي فخرا ان تكون لي ربا ، انت كما احب فاجعلني كما تحب ) .....
فليكن ايمانك ايها الكشاف صادرا من القلب ، خالصا من الشوائب لان الايمان بالله هو غاية الحياة الانسانيه وسبيل الاصلاح المنشود ، فالمؤمن لايكون ظالما لانه يعارض الظلم بصفة من صفات الله وهي العدل ولايكون غليظا قاسيا وسيده هو الرحمن الرحيم ولايكون كاذبا ولامخادعا ولامنافقا ،لانه حسابه مع الله العليم الخبير ولا يكون ذليلا او جبانا لانه يعلم ان ذلك لايفيده ما دام الامر بيد الله ....
يقول العلامه في التاريخ الطبيعي (فاير) كل عهد له اهواء جنونيه فاني اعتبر الكفر بالله من الاهواء الجنونيه وهو مرض العهد الحالي ، وايسر عندي ان ينزعوا جلدي من ان ينزعوا مني عقيدتي ) ...