الانسان والكشفيه

(يا ايها الانسان ما غرك بربك الكريم الذي خلقك فسواك فعدلك في أي صورة ما شاء ركبك ..)
خلق الله الانسان على سطح هذه الارض ويسر له سبل العيش والحياة فيها فجعل الارض وما فيها وما عليها
لصالح الانسان واحاطها بنظام كوني يلائم ظروف الحياة عليها ومكن الانسان من الاشتفادة من هذه الموجودات جميعا ومنحه القدرة على استثمارها والاستفادة منها وجعل الانسان حق الانتفاع بها والاستفادة منها في الحدود المقرره ويابين لنا من خلال ذلك ان الانسان يتفاعل مع بيئته ويسعى الى تطويرها وهذا ما جعلته الكشفيه من
مبادئها المهمه حيث تاخذ الصبي ابتداء من سن الثامنه وتضع له البرامج بما يتلائم وميوله فتدفعه الى حب الجماعه وخدمتها ؛ وبرامج الكشافه لاتتطلب من الفتى عملا لايعمله الرجل ولكنها تسمو به على مهل من المستوى الذي وصل اليه الى المستوى الذي يجب ان يكون فيه ؛ ان القائد الكشفي عندما ياخذ بيد الفتى الى
هذه الحركه ومافيها من نفع وسعادة فانه يشاطره هذه السعاده وهذا النفع يقول الدكتور - سلبي-: ان اول ما ينبغي للمعلم الماهر ان يعرفه هو طبيعة الفتى او الفتاة اذ انهما ليسا صورة مصغرة للرجل او المراة وليسا صحيفة بيضاء يكتب المعلم ما يشاء فيها وان لكل فتى او فتاة طبيعة خاصة في حب الاستطلاع ونقص التجارب كما ان
له تركيبا عقليا خاصا يحتاج الى عون يعطاه برفق وأناة وكياسه والى تشجيع وقد يحتاج الى تشكيل جديد او تحسين والى ردع او كبت احيانا – فالفتى ميال بطبيعته الى الدعابه وقد تكون دعابته ضحلة ولكنه يستطيع
ان يقدر الفكاهه وان يفهم الجانب الهزلي من الاشياء ويستطيع الفتى العادي ان يكون له من الاقدام قدر ما عنده من الشجاعه ؛ فالفتى عادة يثق ثقة كبيرة في قدراته وهو لذلك يكره ان يعامل معاملة الاطفال او ان يؤمر بان يفعل شيئا لانه يفضل ان يجرب كل شيء بنفسه وبطريقته الخاصة في العمل فالفتى بطبيعته كالسيف مضاء فلا تصده صدا عنيفا ولكن راقبه وارشده اذا رايته يوشك ان يضل ؛وهناك الاف من الفتيان يترك حبلهم على غاربهم
فتفسد اخلاقهم لعدم العنايه بامرهم فيصبحون ولاخيرفيهم عالة على انفسهم وقذى في اعين الناس وخطرا في امتهم وهؤلاء يمكن انقاذهم اذا اوجدناهم في اماكن نظيفة وبيئة صالحة في الوقت المناسب وقد يعتبر البعض ان عددا من الفتيان اغبياء ولكنهم سيذعنون وقد يحصلون على شهادات دراسيه ولكن الاغلبيه العظمى منهم سيستمرون في مقاومتهم ويصبحون في النهايه اقدر الرجال في امتهم ؛ وعلينا الا نعالج البيئة السيئة الا بايجاد بيئة صالحة ؛اولم يعلمنا التارخ ان اديسون المخترع العظيم عاد يوما الى منزله وبيده كتاب من معلم مدرسته يقول فيه ( انه ولد غبي لاخير فيه ولارجاء منه) اوليس حقا ان نيوتن وداروين مؤسسي طريقة البحث العلمي
قد كانا في راي معلميهم غلامين تافهين ؟ اولم يصبح مئات ممن كانوا يوصمون بانهم اغبياء الفصول من اتفع
الناس واظهرهم في حياتهم العمليه وهذا يدلنا على ان طرائق التربية الحاليه لم تقم الى اليوم بتعهد كفايات
الفتيان ومهاراتهم وتنميتها ؛ والفتى اذا وجد من يهتم بامره ويعنى به استجاب له وتبعه عن رغبة وان الله جعله انسانا مسؤولا وذا ارادة مستقلة وعقل حر وبصيرة فاحصة ويعتبر الانسان افضل كائن على ظهر الكرة الارضيه وقد ميزه الله عز وجل بالعقل والتفكير عن بقية مخلوقاته ..قال الله تعالى (وكرمنا بني ادم على العالمين) ..لذا فهو يعيش في مجتمع يساهم فيه بكل ما اوتي ليصبح عضوا عاملا يؤثر فيه عامل الوراثه
المكتسبه وعامل البيئة فتكوينه وبناء شخصيته وتنمية ثقافته تكون نتاج لتفاعل هذه العوامل .
وقد اثبتت الابحاث الاجتماعيه ان هبوط المعايير الخلقيه في كثير من المجتمعات يرجع الى سوء استغلال
وقت الفراغ في نزعات عرضيه منحرفة فلعب الميسر وتعاطي المخدرات وغيرها لايعتبر نوعا من الهروب من متاعب الحياة بقدر ماهي في الحقيقه هروب من مشكله وقت الفراغ نفسه فالفراغ او البطاله لايتناسبان مع شريحه عمريه ممتلئه بالحيويه والانشاط والاندفاع وحب الحياة والكشاف الذي يحب ان يعمل ويبدع وينتج فالفراغ قاتل
بالنسبه له قال الشاعر (ان الشباب والفراغ والجده مفسده للمرء أي مفسده)
لذ لك تتجه المدرسه الحديثه الى توجيه الشباب لاستثمار حيويتهم وطاقتهم واوقات فراغهم استثمارا يعود عليهم وعلى مجتمعهم بالنفع , ويبعد بهم عن الفراغ الممل والاستسلام الى الوساوس والاوهام الفاسده وذالك بتوفير انواع الهوايات المختلفه لذلك عنيت الكشفيه بالهوايات واعتبرتها من اهم وسائل النشاط في تدريب الكشافه ..
فالكشاف جندي مجرب يختار لبراعته وخدمته وجرأته ومهارته العقليه وجدارته البدنيه ولايكمن الكشاف رغبته داخل نفسه انه ينطلق في مجال فسيح صنع لاجله ولاجل تعبيره عن رغباته المشروعه يحفظ لنفسه وينفذ بنفسه
وتعود الفائده عليه خبره وعلما وعلى المجتمع خيرا وبركه ولا يعتبر الفتى كشافا الا اذا ادى الوعد الخاص بالكشافه وعليه ان يمارس مافي وعده من قيم ومثل وما في قانونه من صفات تتضمن الصدق في القول والاخلاص في العمل والشجاعه في الراي والتبعات عند الشدائد .....الخ من الصفات الحميده التي تجعل منه فتى على خلق ومن هذا نستطيع القول ان الكشاف هو الانسان كله في ميدان الحياة كلها ........