ملامح عن الأدب في العصر الحديث

مقدمة

عصر النهضة هو وقفة تاريخية في تاريخ الأدب العربي ،حيث أنه كان من أخصب الفترات من النواحي الكمية والفكرية وتنوع الأساليب فظهر أعلام نثر وفرسان شعر كثيرين أثروا الرصيد الأدبي في هذا العصر وزادوه غزارة عبرت عن كلّ نشاط لهم وأفكارهم وانشغالاتهم .
وهذا ما جعل من هذه الفترة مهمّة جدا ملأت الفراغ الذي خلفه عصر الضعف و الانحطاط ،والذي يستدعي منّا الاهتمام ومحاولة الاشلدة بأهم أعلامه وروّاده حتّى يكون لهم النصيب الوفير من المدح والتذكير بأعمالهم الجليلة التي تستحق الالتفاف إليها إلتفاتة حسنة .

حالة البلاد العربية في مطلع العصر الحديث :

إذا ألقينا نظرة سريعة على البلاد من المحيط الأطلسي إلى الخليج العربي في مطلع العصر الحديث لوجدنا ما يلي :

1. المغرب العربي : يخرج من نفوذ الترك ليدخل تحت سيطرة الاستعمار الأوروبي الحديث , وتقف فيه الثقافة العربية حائرة ,تنتظر فجر الحرية الذي لم تلح بشائره إلا في أعقاب الحرب العالمية الثانية , ولم يكتمل ظهور فجرها إلا باستقلال الجزائر عام 1962م .

2. في مصر: بقي شماع خافت من ضياء الثقافة العربية يستمد خفقاته من استمرار الحضارة العربية بوادي النيل فترة طويلة من الزمان خلال العصور الإسلامية السابقة وقبل أن ينطفئ هذا الشماع قرب نهاية حكم الاتراك بدأت مصر مرحلة جديدة بتولي محمد علي حكمها 1805م .

3. في بلاد الشام : (سوريا –لبنان-فلسطين-الأردن): ساد ظلم الحكام المستبدين , و كثرت الخلافات الدينية , و تناحرت الطوائف المذهبية, فانتشرت المذابح , كان من أعنفها مذبحة عام 1860م , و هرب السكان الى مختلف بقاع الأرض .

أما بالنسبة للمشرق العربي :

4. في العراق : اشتد الصراع بين الأتراك و الزعماء المحليين , و تنازعته بلاد فارس و الدولة العثمانية , و دارت الحروب بين السكان الحضر و البوادي
5. شبه الجزيرة العربية : انعزل الناس عن العالم و ما يدور فيه حتى وقت قريب .

انتهى الامر بسيطرة أوروبا على البلاد العربية و تنوعت اشكال الاستعمار (مباشر – حماية وصاية او انتداب )
مصادر النهضة العربية الحديثة :

إن الأمة العربية الإسلامية تحمل في ذاتها عوامل نهضتها . فقد عايشت كل العصور و شهدت استبداد و ظلم الصليبيين و جيش التتار لكن عزيمتها جعلتها تتصدى لكل العقبات .و من أبرز من دعم العلم و الادب إبان عصر الضعف رجال الدين فمنهم من دعا لبيع الملوك العرب لما جلبوه من عار .

أشهر أدباء هذا العصر :

 جعل المصريون من جامع الأزهر منطلقا لثورتهم ضد الفرنسيين أما في شبه الجزيرة العربية فظهرت الحركة الوهابية التي عملت على ايقاظ الأمة الإسلامية .
 ومن أبرز القادة المصلحين لأوصال البلاد العربية جمال الدين الأفغاني 1897 , عبد الرحمن الكواكبي 1902,الشيخ محمد عبده 1905,عبد الحميد بن باديس 1940 .

تأثير الادب على مجالات الحياة :

 تأثر الأدب في كلى مجاليه الشعر و النثر فاعتمده الادباء ثورة شنت على العدو حيث ذكروا الناس بما كانوا عليه أثناء الفتوحات الإسلامية .رددها الشعراء في قالب جديد .وارتبطت حركة النهضة الأدبية الحديثة بيقظة الوازع الديني و الوطني فنبغ فيها الصافي بغداد,شوقي,حافظ مصر ,ابو قاسم الشابي تونس,محمد العيد آل خليفة الجزائر,الفيتو ري السودان
 و ظهرت المقالات السياسية كضرب جديد في فن الادب العربي
 ظهرت النهضة الادبية العربية بعد الإحتكاك بالحضارة الاوروبية وكانت مصر و لبنان السباقتين لذلك .











عوامل النهضة الأدبية في العصر الحديث :

1. الطباعة : فن قديم لكن لم يظهر نمط الجمع إلا في سنة 1440م على يد العالم الالماني جونتنبورغ ثم عمت أوروبا ,عرفتها تركيا في القرن السادس عشر ميلادي ظهرت الأحرف العربية لأول مرة مطبوعة بإيطاليا1519م وأسست أول مطبعة بحلب 1752م .أما المصريين فتعلموا الطباعة إبان الوجود الفرنسي.من أشهر المطابع التي ساهمت في إنماء الأدب العربي مطبعة إسطنبول ,المطبعة الأمريكية (ببيروت1834م) .لقد ساعدت الآلات المطبعية في إنتاج الكتب المدرسية, المجلدات الأدبية علمية او نثرية كما إنتشرت المكتبات في المدن و المساجد والجامعات و المنازل و المدارس .

2. الصحافة : بظهور الطباعة تمخضت الصحافة فشاعت في البلاد الأوروبية , فانتشر الوعي القومي ,كما نجحت ثوراتهم السياسية و الإجتماعية و الدينية .و كانت أول صحيفة عربية ”الوقائع المصرية“ مؤسسها محمد علي مصر1828م فتطورت اللغة , و خلصت الأدب العربي من الإسفاف الذي أصابه في عصر الضعف .أما لبنان ”حديقة الأخبار“ 1858م. ثم في منتصف القرن التاسع عشر هاجر السوريون الى مصر فأسسوا ”الأهرام“ 1875م,و ”المقطم ”1888م وكانت مسايرة للحركة الثورية .أما الجزائر ”المبشر“و أسس عمر راسم عام 1908م مجموعة من الصحف العروة الوثقى .

3-الترجمة و البعثات العلمية: حركة قديمة إعتمدها الناس لنقل الحضارة (الترجمة)كاليونانية و الفارسية الى اللغة العربية .سادت العالم العربي بعد فتح مدارس في القرن 19 بمصر ذلك ما ساعد على إحياء المصطلحات العربية القديمة التي أسسها ابن سينا و ابن البيطار في الطب .أما البعثات بدأها مصر بتوفيد طلابها إلى أوروبا فقاموا بترجمة روائع الكتب وتناولوا الآداب و الفنون الجميلة .تخرج أول وفد من مصر 1870 .


4- إنتشار التعليم: انحصر التعليم في الكتاتيب و المساجد و الزوايا ابرزها :الأزهر بمصر الزيتونة بتونس القرويين بالمغرب ساهمت في حفظ التراث الديني لكن أهمل الجانب العلمي .اشتهرت الجامعة المصرية بتخريج طلاب الطب,الهندسة و الصيدلة 1908م.أما بلاد الشام فوجدت فيها جامعات أجنبية و أخرى وطنية .إبان الوجود الفرنسي بالجزائر حظر التعليم الديني لكن فتحت مدارس بتلمسان , قسنطينة و الجزائر.





كذلك من اهم عوامل النهضة الأدبية في العصر الحديث :

5- الجامعة المصرية: أنشئت سنة 1906- 1908 بغرض تعليم الشباب المصريين وتثقيفه دون استثناء ،وأسندت رئاسة الشرف فيها إلى الأمير أحمد فؤاد قبل أن يستولي على عرش مصر ليستقدم إليها طائفة من علماء أوروبا واختار لهم صفوة من أدباء مصر، وفي سنة 1925 تولتها وزارة المعارف فشيدت لها الأبنية العظيمة ، واقتبست لها الأنظمة الأوروبية الحديثة ، فساهمت في نشر أضواء الثقافة ، ووصلت الماضي بالحاضر ، وربطت الشرق بالغرب وقرنت العلم بالعمل ووجهت الحضارة العربية إلى الوجهة الصحيحة.

6- التمثيل: التمثيل بمعناه الحديث لم تعرفه اللغة العربية إلا في أواسط القرن الماضي وكان اللبنانيون الأسبق لاقتباسه ، لتخرجهم من مدارس أجنبية ودراستهم للآداب الإفرنجيّة، وقد مثلت أول رواية عربية سنة 1840 ،وقد شيّد إسماعيل الخديوي دار الأوبرا الخديوية واستقدم لها فرقة أجنبية مثلت رواية (عايدة ) بالفرنسية .وورد في مصر على إثر ذلك أدباء لبنان فمثلوا في الاسكندرية بضع روايات على مسرح زيزينسيا 1817 ، ففشلوا .فأقفلت الأوبرا ولم تفتح بعد ذلك إلا لفرقة سليمان القرداحي وزميله الشيخ سلامة الحجازي ،ولم يكن التمثيل آنذاك شعبيا بل حكوميا ارستقراطيا لا يحضره إلا الأمراء والحكام ولمّا بنى اسكندر فرع مسرحه في شارع عبد العزيز بالقاهرة وانضمّ إليه الشّيخ سلامة أصبح للجمهور .

7- المجامع الأدبية:

أ – المجمّع العلمي العربي بدمشق :يوم 08يونيو 1916 بعد دخول الأمة السورية في وصاية الدولة الفرنسية ، إجابة لمقترح الأستاذ محمد كردّ على وزير المعارف السورية لأغراض تدور حول مسائل تعود على إنعاش الآداب العربية.
ب – مجمّع اللغة العربية بالقاهرة :في 03 ديسمبر 1932 أصدر مرسوم ملكي بإنشاء مجمّع ملكي للغة العربية يكون تابعا لوزارة التربية والتعليم في القاهرة بغرض المحافظة على سلامة اللغة العربية وإقامة معاجم تاريخية لها وتنظيم دراسة علمية للهجات العربية الحديثة بمصر وغيرها من البلاد العربية .
جـ - المجمع العلمي العراقي : تألف في بغداد على غرار المجمع العربي بدمشق ، ونشاطه مقصور على البحوث والمحاضرات أو نشر المخطوطات .

8-المستشرقون و أثرهم في الأدب العربي : بدأت هذه الحركة في القرن الحادي عشر ميلادي ,اثرت إيجابا على حضارة أوروبا خاصة عملية النقل من العربية التي تعلموها بالأندلس(الحروب الصليبية – الإستعمار) إلى اللاتينية .فظهرت حركة التبشير المسيحي و انتاج الكتاب المقدس .كما طبعوا أول كتاب قرآني بإيطاليا سنة 1530م.


مظاهر التعليم بالجزائر :

 أولا: إنتشار مدارس حرة و مشاركة المرأة الجزائرية (مدارس مختلطة)
 ثانيا: إعتماد اللغة العربية لغة أساسية ثقافيا و سياسيا
 ثالثا: بقاء المساجد عنصر أساسي في التعليم لبقاء القيم المعنوية ,الدينية و المادية
 رابعا: نفي فكرة التعليم بعد الاستقلال و تعميمها و تعريبها للعلم بعده .

أثر المستشرقين على أدبنا و لغتنا :

 أولا: إعادة جمع و طبع المخطوطات العربية
 ثانيا: البحث في اللغة,الأدب و التاريخ
 ثالثا: إعتماد المنهج العلمي في الدراسات العربية
 رابعا : إنشاء جمعيات خاصة بهم مثل الجمعية الملكية الآسيوية
 خامسا: الإجتماع مع العلماء العرب لأول مرة 1773 ثم بالجزائر
 سادسا : تأليف دائرة المعارف الإسلامية مع إعتماد ترتيب الموضوعات الأدبية أبجديا .