قيادة مرحلة الأشبال
صفحة 1 من اصل 1
قيادة مرحلة الأشبال
قيادة مرحلة الأشبال
إن القائد في مرحلة الأشبال هو العمود الفقري . فهو الرئيس والقائد المباشر لأشباله حيث يقودهم ويدربهم ويوجههم ويشكلهم كيفما يشاء وهم ينظرون إليه كمثلهم الأعلى يحاكونه ويقلدونه ويستمعون إليه و يلجأون إليه في كل مشكلة تعترضهم . وهو رائدهم ومعلمهم وأخصائيهم الاجتماعي .
لذا أوحت الضرورة أن تولي الحركة الكشفية اهتماما كبيراً باختيار القادة في هذه المرحلة السنية الهامة وتثقفهم ثقافة شاملة وتدربهم تدريباً كاملاً في فن الريادة والقيادة والتعليم والتدريب .
والقائد إنسان بنائي يستعمل دائماً عقله فيفكر قبل أن يعمل . ويتقن عمله ويخلص له .
أنواع القادة :
كثيراً ما يتردد الشباب عندما يطلب منه قيادة مجموعة من الأولاد ويشعر في قرار نفسه أنه لا يعرف إلا القليل جداً عن هذه العملية وأنه غير أهل للقيام بهذه المهمة ويتصور عندئذ كثرة أعماله وضيق وقته ولا يعرف كيف يتصرف . حتى أنه في كثير من الأحيان لا يجد الوقت الكافي لأسرته ويضيق به الحال ويحاول أن يجد من الأعذار ما يمكنه من الإفلات من هذه المهمة .
إلا أن واقع الأمر أن كل هذه الأعذار التي يحاول أن يبرر بها عجزه. وينسي السبب الوحيد وهو عدم الاستعداد التام لتحمل مثل هذه المسئولية . ولا يمضي وقت طويل حتى يهرب من القيادة ويترك الميدان، لذلك اهتم رجال التربية والاجتماع باختيار القادة الذين تتوفر فيهم صفات القيادة والمقدرة علي الأشراف وبدأت نظريات عديدة عن صفات القائد واحتياجاته ومسئولياته.
ذلك لأنه من الواجب أن يقبل الشباب على تحمل مسئوليات القيادة والعمل علي اكتشاف ما في هؤلاء الفتية الذين يعملون معهم من قوة بشرية، إما أن تكون صالحة فتشجع حتى تخدم المجتمع ويبنى على أساس سليم. وإما أن تكون طالحة فتقاوم حتى لا تدمر المجتمع.
إن الحركة الكشفية من أكبر الميادين التربوية التي يربي فيها الفتي على القيادة السليمة في سداسيات الأشبال وطلائع الكشافة ورهوط الجوالة حتى إذا وصل إلى سن الشباب درب تدريباً كاملاً علي القيادة فيصبح من القادة الصالحين الذين يسعدون مجتمعهم ووطنهم وأنفسهم ـ وقادة مرحلة الأشبال ثلاثة :
النوع الأول :
هو ذلك القائد الذي لا يجدد في برامجه ويسير كالآلة يديرها شخص هو العقل المفكر لهذا القائد فهو ينتظر من غيره أن يفكر وأن يخطط البرامج له لينفذها مع الفتية وهو لا يجهد عقله بالتفكير كثيراً قبل الاجتماعات معتمداً كل الاعتماد على الخطط والبرامج الموضوعة له . وهو يعتقد أن بناء الأخلاق وغرس القيم الروحية الصحيحة بين الفتية ستأتي من تلقاء نفسها نتيجة للبرامج التي وضعها غيره ولا يفكر مطلقاً كيف تتم هذه العملية .
وبكل أسف يمثل هذا القائد الأغلبية العظمي من القادة في الوقت الراهن. إلا أننا لا ننكر أن عملهم الآلي مفيد ولكنه يصبح أكثر فائدة إذا ما ساعدوا أنفسهم بتنمية مقدراتهم ومهاراتهم وقوة أفكارهم .
إن بقاء القائد في هذه الفئة دون أن يحاول أن ينمي ميوله للقيادة ومقدرته عليها. يؤثر على الفتية ويمنع نموهم الفكري والاجتماعي بصورة صحيحة .
النوع الثاني :
وهو نوع ثاني من القادة يستطيع أن يستخدم البرامج الموضوعة المحددة كنقطة بداية ويكيفها بحيث تتلآم مع ميول الفتية وبذلك يختلف عن النوع الأول لأنه يحاول اكتشاف احتياجات الفتية ورغباتهم وميولهم وطبيعتهم وفردية كل منهم . أما إذا اتضح له أن هذه البرامج التي أرسلت له لا تتوافق مع احتياجات الفتية وميولهم وطبيعتهم فإنه يسارع إلى إدخال ما يتطلبه ذلك من تغير جوهري فيها أو يدرس برامج أخري مقترحة أو يضع برامج بمساعدة "مجالس الجماعات" ولكن كثيراً ما يعجز بعض القادة من هذا النوع ولا يستطيعون المضي قدماً في هذه الدراسة لضيق وقتهم تفتقد ميولهم لهذا العمل فيظلون دائماً من قادة "الدرجة الثانية " ولا يحاولون تنمية مهاراتهم وكفاءتهم ودراستهم للأفراد ليصبحوا من قادة "الدرجة الأولي" فإن الطريق الى هذا النوع الراقي من القيادة طريق صعب لا يمكن لغير القائد ذو الشخصية القوية الفذة أن يصل إلى نهايته .
النوع الثالث :
وهم قادة "الدرجة الأولي" الذين وصلوا إلى أعماق نفوس الفتية ودرسوا حياتهم دراسة وافية ودرسوا قوانين المعرفة وتأثيرها في تنمية أخلاق الفتية. أنهم يبنون برامجهم علي أسس سليمة وفق لاحتياجات الفتية وطبيعتهم ورغباتهم وميولهم. أي يستخدمون الديمقراطية السليمة في عملهم مع الفتية . ويدربون الفتية تدريباً أساسه مبادئ الحركة الثلاثة وهذا خير أساس لخلق جيل صالح يسعد به المجتمع.
إلا أن هذا النوع من القادة قليل ولكنهم يتقدمون صفوف الآخرين ويعدون نموذجاً لأولئك القادة يحتذون ويسترشدون بهم فهم الإلهام الذي يلهم القادة إلى الطريق الصحيح ويوجههم التوجيه الصحيح.
لقد أثبتت التجربة أن أساس القيادة في الحركة الكشفية هو شخصية القائد. وأن كل من يضع نفسه في مركز القيادة عليه أن يعد نفسه بكل ما يمكنه من أداء مهمته بالصورة المثلي ليستطيع تقديم العون لكل من يطلب العون والنصيحة. وأن لا يقف على هذا الحد بل يعمل بجد ونشاط على تجديد معلوماته وخبرته. وحينها يستطيع أن ينسب نفسه إلى أحد قادة وحدة الأشبال الثلاثة وهم :
القائد الأول :
وهو ما يمكن أن نسميه القائد "الرف" أي الصارم في معاملته للأشبال أي أن تعليماته وتوجيهاته لا تخضع للمناقشة من أي فرد في الجماعة. وقد يضطر إلى التدخل في حل وضع معين أو مشكلة معينة بكلمة "يا ولد" أو نظرة غاضبة يفهم الأشبال معنى وقصد قائدهم منها .
القائد الثاني :
وهو ما يمكن أن نسميه القائد "المتزن" أي الذي يأخذ أي أمر بميزان معين فهو يأخذ الأمور تارة بميزان الجد عندما يري أن الأمر يتطلب ذلك . وتارة أخري بميزان المزاح عندما يتطلب ذلك فهو قائد مرح عند أوقات الفراغ والألعاب والأنشطة الترفيهية ـ وعند التدريب يكون جاداً وحازماً في معاملة أشباله .
القائد الثالث :
وهو ما يمكن أن نسميه القائد "الشبل" وهو أكثر قادة وحدة الأشبال قرباً ومعرفة بالأشبال وهو الأكثر حباً لنفوسهم فهو قائد مختص بالألعاب والصيحات والأنشطة المسلية. لذا فهو دائماً ما يظهر حبه وعطفه وخوفه عليهم، ولكن بحيث لا يظهر أمامهم بمظهر الضعف أو تقليل مكانته كقائد
مواضيع مماثلة
» السداسى فى مرحلة الأشبال
» قصة هادفة لقادة مرحلة الأشبال
» وعد الأشبال
» قيادة السيارات المكشوفة.. تصيب بالصمّ
» مرحلة الانتقال عند الزهرات
» قصة هادفة لقادة مرحلة الأشبال
» وعد الأشبال
» قيادة السيارات المكشوفة.. تصيب بالصمّ
» مرحلة الانتقال عند الزهرات
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى