العلاقة بين السياسة العالمية والسياسة العربية لتنمية المراحل والبرامج

العلاقة بين السياسة العالمية والسياسة
العربية لتنمية المراحل والبرامج


إن السياستين العالمية والعربية لتنمية المراحل والبرامج قد ركزتا على شىء مهم جداً وهو مشاركة الشباب فى وضع وتنفيذ البرنامج الكشفى, فالحركة الكشفية قائمةً على تربية الفتية والشباب ولذلك يجب أن تكون كل الأنشطة والبرامج التى تنفذ نابعةً من احتياجاتهم وخصائصهم السنية, فعندما قال اللورد بادن باول (مؤسس الحركة الكشفية) " اسأل الفتى " منذ ما يقرب من مائة عام, كان يلخص إشراك القادة الراشدين المتطوعين للشباب فى وضع وتنفيذ البرامج وهذا ما سوف نراه فى السطور التالية عن السياستين والعلاقة بينهم.
السياسة العالمية للبرامج:
لقد تم إقرار السياسة العالمية للبرامج فى المؤتمر الكشفى العالمى الـ 32 بباريس (فرنسا) عام 1990 والتى ركزت على الاهتمام باحتياجات الفتية والشباب على اختلاف أعمارهم وبيئاتهم مع تطبيق هدف ومبادىء وطريقة الكشفية, وعلى ضوء ذلك عُرَّف البرنامج الكشفى كما يلى:
تعريف البرنامج الكشفى:
هو كل ما يقوم به الفتية والشباب من أنشطة باستخدام الطريقة الكشفية لتحقيق الهدف التربوى للحركة الكشفية.
ويركز هذا التعريف على المعانى الآتية:
كل مايُقدَم, ماذا يُقدَم؟ كيف يُقدَم؟ ولماذا يُقدَم؟
- كل: تعنى أن البرنامج الكشفى يشمل الفترة الكاملة لاكتساب المهارات والمعارف والسلوكيات فى الحركة وبذلك فهو عملية متقدمة ومتكاملة للتربية والتنمية الشخصية.
- ماذا: تعنى أن البرنامج يتضمن كافة الأنشطة التى يمارسها الفتية والشباب فى الكشفية والتى يجب أن تتميز بطابعى الإثارة والتحدى والتى بالتالى تقوم بجذب الفتية والشباب إلى الحركة الكشفية.
- كيف: توضح أن البرنامج الكشفى يجب أن تستخدم فيه الطريقة الكشفية التى هى أساس تنفيذ أى نشاط كشفى.
- لماذا: توضح الهدف التربوى للبرنامج الكشفى وهو أهم هذه النقاط حيث يجب أن نتذكر دائماً أن هذه الحركة تعتمد على مبادىء تربوية يجب مراعاتها فى وضع أى برنامج أو نشاط كشفى.
من هذا التعريف وما حوته السياسة العالمية, فإن البرنامج الكشفى يجب أن ينفذ بواسطة الفتية والشباب وليس لـــلفتية والشباب, فالفتية والشباب هم المستفيد الأول والأخير من هذه الحركة والقادة الراشدون هم المحركون لها. والدور الذى يقوم به القادة المتطوعون فى الكشفية كبير ولاغنى عنه, ولكن يجب أن يكون مفهوماً فهماً جيداً. فالقادة عليهم التوجيه والإشراف وإعطاء النصيحة والبدائل التى سيعتمد عليها الفتية والشباب فى التخطيط والتنفيذ لبرامجهم وأنشطتهم, وهذه العملية تعتبر تبادل بين خبرات وتوجيهات الراشدين أمام احتياجات وممارسات الفتية والشباب للحركة والتى تُنتِج لنا فى النهاية برنامجاً كشفياً سليماً.
وهذا الدور الذى يلعبه القائد الراشد فى الكشفية (فى تنفيذ ما يريده الفتية والشباب وليس ما يريده هو), قد شبهه مؤسس الحركة عام 1909 بأنه كصيد السمك, فأنت لاتضع فى السنارة عندما تصطاد السمك طعماً من الغذاء الذى تفضله, ولكنك تضع دوداً أو حشرات ليس لها أى علاقة بالنظام الغذائى للإنسان, وهذ ما أراده بادن باول عندما قال "اسأل الفتى", وهذا هو الذى سيؤدى إلى بقاء الفتية والشباب فى الحركة وجذب آخرين لها.
السياسة العربية لتنمية المراحل:
أما السياسة العربية لتنمية المراحل, فقد أُقرت فى المؤتمر الكشفى الـ 21 فى تونس عام 1995, وكانت الرؤية فى إقرار هذه السياسة هى التركيز على الخصائص العمرية لكل مرحلة كشفية (الأشبال- الكشافة- المتقدم- الجوالة) وأن تتوافق البرامج والأنشطة مع هذه الخصائص كما تتوافق مع هدف ومبادىء وطريقة الكشفية, ولقد تم تعريف هذه السياسة على النحو التالى:
تعريف السياسة العربية لتنمية المراحل:
هى أسلوب عمل يحقق الاهتمام بكل مرحلة سنية والارتقاء بها من جميع الجوانب الفنية والإدارية للإرتقاء بأعضائها من خلال تطوير برامجهم والعناية بقادتهم وتوفير أدوات ومتطلبات العمل.
وهذه السياسة ركزت وبشكل عملى على الآتى:
- الاهتمام بالمراحل السنية: حيث أن كل مرحلة لها مميزاتها وخصائصها ومتطلباتها التى يجب الاهتمام بها.
- الإرتقاء بالجوانب الفنية وتطوير المناهج: حيث يجب أن توافق احتياجات الفتية والشباب ومتطلبات العصر والبيئة المحيطة وتوافق هدف ومبادىء الحركة.
- الارتقاء بالجوانب الإدارية والعناية بالقادة: حيث يتم تأهيل القادة فى جميع المهام لكل مرحلة وإنشاء هياكل تنظيمية تستوعب هذا النظام وتدعمه.
- توفير أدوات ومتطلبات العمل: من وسائل معينة وأنظمة تأهيل ومراكز تدريبية وغيرها من أدوات العمل المطلوبة.
إذاً فالسياسة العربية لتنمية المراحل قد تناولت البرامج الكشفية من زاوية المراحل والاهتمام بالخصائص السنية, ولكن علينا هنا أن نسأل الفتى أيضاً ولانسلم بثبات الخصائص العمرية لكل مرحلة, فقد تتغير بعض المتطلبات بتغير العصر الذى يعيشه الفتى من حروب وحركات استقلال, فاهتمامات الفتية والشباب اختلفت كثيراً من بدايات الكشفية حتى الآن.
الربط بين السياسة العالمية للبرامج والسياسة العربية للمراحل:
مما تقدم نجد أن كلا السياستين قد أدت إلى نفس الغرض وهو إقامة برنامج كشفى ناجح, ولكن ركزت السياسة العالمية على محتوى البرنامج الكشفى بشكل عام وكيفية وضع البرنامج تلبيةً لرغبات الفتية والشباب وتكيفاً مع ثقافاتهم وزمانهم, أما السياسة العربية فركزت على المراحل السنية وكيفية تكوين البرنامج وفقاً للخصائص السنية لكل مرحلة مع توفير جميع العوامل التى تؤدى إلى نجاح البرامج وتطويرها.
نستخلص مما سبق أننا يجب الأخذ بكلتا السياستين (العالمية والعربية) لإقامة برنامج كشفى ناجح ومتكامل وبهذا يجب الأخذ بعين الاعتبار عند وضع البرنامج العناصر الثابتة للبرنامج والعناصر المتغيرة.
العناصر الثابتة: وهى الهدف والمبادىء والطريقة الكشفية التى هى أساس كل عمل كشفى.
العناصر المتغيرة: وهى احتياجات الفتية والشباب ومتطلبات العصر وعادات المجتمع واختلاف البيئة وغيرها من المتغيرات التى تثرى البرنامج الكشفى وتطوره وتجعله جذاباً ومشوقاً وملبياً لاحتياجات الفتية والشباب ورغباتهم.
فعلينا أن نعمل بكلتا السياستين فى تطبيق البرامج والأنشطة الكشفية ... وعلينا أن نتذكر دائماً... "اسأل الفتى".

المراجع:
- كتيب السياسة العالمية للبرامج (الصادر عن المكتب الكشفي العالمي وترجمة المكتب الكشفي العربي/ 1990)
- دليل تنمية المراحل (المختبر الكشفي التربوي للمنظمة الكشفية العربية / 1996)
- نشرة تنمية المراحل (العدد الأول / يناير 2000)
- كتاب المنهج الجديد في البرامج "Renewed Approach to Programme" (الصادر عن المكتب الكشفي العالمي / 2005)
إعداد/ هاني عبد الوهاب عبد المنعم
المفوض التنفيذى للطرق التربوية بالمنظمة الكشفية العربية
- المصدر - موقع كشافة لبنان المستقبل -